منتديات النجف الاشرف Forum Najaf
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نعمة الدعاء

اذهب الى الأسفل

نعمة الدعاء Empty نعمة الدعاء

مُساهمة من طرف وينك ياصدرنا الأربعاء يوليو 28, 2010 4:07 pm

نعمة الدعاء

إن إحدى النعم التي أعطاها الله تعالى للإنسان هي نعمة الدعاء.
إن الله تعالى هو خالقنا ومولانا ونحن عبيده الصغار الحقراء, ومع ذلك يأذن لنا أن نطلبه أو نطلب منه شيئاً.
إنها نعمة كبرى ومنّة عظيمة منه على الإنسان، لو لم تكن نعمة الدعاء لأصبح البشر يعيشون في سجن خانق، كما هو حال من لا يؤمنون بالله تعالى حيث يعيشون في هذا السجن.
لا تقولوا إذا كانوا في هذا السجن فلماذا لا يختنقون؟ كيف؟ إنهم مختنقون فعلاً إلا أن ممارستهم لأعمالهم الروتينية وتوفر ما يريدون لهم يجعلهم غافلين عن ذلك، وبمجرد تبدل وضعهم وحصول ما يعكر صفو حياتهم سيعلمون حينها أهمية ذكر الله ودعائه ومناجاته والمقدار الذي يعطيه هذا الدعاء من أمل في حياة الإنسان.
لقد رأيت بنفسي في السجون والزنزانات أولئك الذي لا يؤمنون بالله, وقد كان قلبي يحترق من أجلهم فكنت أقول: إنه لمسكين من لا يؤمن بالله تعالى عندما تصبح الاُمور صعبة، عندما تغلق جميع الأبواب في وجه الإنسان، أما من كان مع الله ولديه الأذن بمناجاته وطلب الحوائج منه فإنه سيتمتع بالراحة والاطمئنان وسيحدوه الأمل في تلك الظروف, ولهذا أصبح الدعاء نعمة إلهية, فالويل لمن أغلق هذا الباب ولم يستفد من هذه النعمة كالكثيرين الغافلين عن الطلب من الله ودعائه.
إن دعاء الله تعالى ليس معناه أن يلقلق الإنسان لسانه بمثل (رب اعف عني, إلهي اقضِ ديني, ربي أفعل كذا..) هذا ليس طلباً لله. إن هذا لا يتعدى كونه أمواجاً صوتية في الفضاء من دون هدف, فليس له أي قيمة.
الدعاء معناه أن يكون قلبك متعلقاً بالله, وأن تتأثر حواسك بهذا الهدف عندها سيكون هذا الدعاء ـ وفق هذه الشروط ـ مستجاباً مع أن الدعاء في حد ذاته يمثل قيمة أعلى للإنسان من الاستجابة، ولقد نقل عن أحد العرفاء هذه الجملة: ((أن اُحرمَ الدعاء أخوف عليّ من أن اُحرمَ الإجابة))
فمسكين من يُحرم الدعاء ويغلق بوجهه باب الحديث مع الله ومناجاته، فعليكم أنتم أيها الشباب بالدعاء, تحدثوا مع الله واطلبوا منه كل ما تريده قلوبكم.
طبعاً عندما تستأنسون بمناجاة الله تعالى فإن صغائر الأمور سيقل خطورها في أذهانكم وستركزون طلباتكم في الأمور الكبيرة، إن الطلب الصغير كطلب عشرة آلاف تومان, أما ما هو أثمن منه فطلب عشرة ملايين تومان مثلاً إلا أن أثمن شيء يمكن للإنسان أن يطلبه من الله تعالى هو المغفرة.
إن الإمام الحسين عليه السلام يصف الحاجة التي يريدها من الله تعالى في المناجاة الشعبانية بأنها ((أفنيت عمري في طلبها..))
وفي دعاء أبي حمزة الثمالي ورد ((فإن قوماً آمنوا بألستنهم ليحقنوا به دمائهم)) ثم يقول ((وإنا آمنا بك لتعفو عنا..)) أي أن الإمام السجاد عليه السلام يعتبر المغفرة هدفاً للإيمان، إذن فالمغفرة من قبل الله من أثمن الأشياء وهي أكبر الحاجات, فعلينا أن نطلب من الله تعالى مغفرته وفضله وحاجات الدنيا وحاجات الآخرة وأن نضع بين يديه ما نعانيه من مشكلات وندعوه لحلها.
أيها الشباب عندما تدعون فعليكم أن تشعروا بأنكم واقفون بين يدي الله تعالى وبما أن الله لا يمكن تصوره فيجب أن تتصورا أنفسكم وحالكم, استشعروا أنكم عبيد ضعفاء صغار ليس لديكم سوى بعض الإمكانيات القليلة فهذا هو الواقع، إن قدرتنا محدودة بحيث أنه لو دخلت جرثومة صغيرة في بدننا فإننا لا نستطيع إخراجها, أو أصابنا رشح فإننا لا نستطيع عمل شيء, كل ذلك بسبب ضعفنا وعدم هيمنتنا حتى على أجسامنا، فأنتم أمام الله تعالى صغار, يجب أن تستشعروا الضعف والذلة, إنكم بين يدي أولياء الله, وبالأخص بين يدي الله تعالى فما عساكم أن تطلبوا ممن يملك أموركم, يجب أن ننظر إلى نفوسنا الحقيرة ونطلب تلك الأمور من صميم القلب, وهذا النوع من الدعاء يقربكم من الله تعالى فادعوه ما استطعتم, ادعوه من أجل أن يهبنا الطمأنينة ولا تنسونا من دعائكم.




وينك ياصدرنا
عضو نشيط
عضو نشيط

ذكر عدد المساهمات : 251
تاريخ التسجيل : 27/07/2010
الموقع : العراق بلد الممهدون

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى