تفسير سورة قريش

تفسير القرآن

سورة قريش

بسم الله الرحمن الرحيم
(( لإيلاف قريش ، إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ، فليعبدوا رب هذا البيت ، الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف))

النزول :-
هذه السورة مكية ، نزلت في قريش ، امتنائاً من الباري عز وجل على قريش بإيلافهم رحلتي الشتاء والصيف التي بهما نحقق لسكان قريش المستوى المعاشي الجيد ، وتحقيق الامان من اعتداء القبائل المنتشرة في الجزيرة العربية .. معقبة دعوتهم الى توحيد الله وعبادته … فكانوا يحملون في تجارتهم من مكة الأدم واللب وما يقع من ناحية البحر من الفلفل وغيره .. ويشترون من الشام واليمن الثياب والدرمك والحبوب وغيرها من الحاجات .. وقد أمنوا رزقهم في تجارتهم هذه .. وكذلك امنوا انفسهم من غزو الغير لهم وقطع الطريق عنهم التي كانت عادة القبائل في حينه المعتمدة على الكر والفر .. لكون اهل قريش من سكنة بيت الله الحرام الذي كان يحترمه الجميع ، ويحترمون سكانه .
ويروى ان هاتين الرحلتين استنها هاشم،والد عبدالمطلب ، جد رسول الله (ص)
المعنى :-
قوله تعالى (( لإيلاف قريش ، إيلافهم رحلة الشتاء والصيف)) الإلف يعني الاجتماع بالتئام ومنه تدل الإلفة ، ومنه ألف الحال او الموضع .. والله سبحانه وتعالى من نعمه على قريش ان جعل هاتين الرحلتين سبباً يجلب الخير من الطعام والامان ، وهو تدبير الهي لهم … (وقريش) هي قبيلة رسول الله (ص) التي ترجع الى (النضر بن كنانه المسمى بقريشاً) والرحلة حال السير على الراحلة ، والراحلة تعني هنا الناقة القوية التي تقاوم صعوبات المسير في صحراء الجزيرة .. وهي عملية خروج قريش من مكة للتجارة بسبب خلو وادي مكة من الزرع والضرع , فعوضهم الله تعالى في سد معيشتهم بالتجارة من خلال هاتين الرحلتين (شتاءاً الى اليمن .. وصيفاً الى الشام) .
وقوله تعالى (فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) … انه تنبيه لأهل قريش الى ما انعم عليهم سبحانه وتعالى من هذه النعم التي تفرض عليهم ان يشكروه بعبادتهم وتوحيدهم له تعالى ، لتدبير امرهم احسن التدبير . ويروى ان هذه السورة تابعة الى سورة الفيل ومتممة لها ، فيكون المعنى (فعلنا ذلك بأصحاب الفيل نعمة منا على قريش ، مضافة الى نعمتنا عليهم في رحلتي الشتاء والصيف فكأنه يقول نعمة الى نعمة) .
من اعمال الحب في الله تعالى
ان التفاني في حب الشيء يتطلب تحمل الاتعاب لأجله وفي سبيله ، وان ولاية محمد(ص) وآله احب الاشياء عند شيعتهم المخلصين ، ومن مظاهر التفاني في هذا الحب الشديد ان يمشي انسانٌ على قدميه مسافة طويلة ولمدة اكثر من شهر ، من جوار الامام الرضا (ع) في مدينة مشهد المقدسة في ايران الى مرقد الامام علي امير المؤمنين (ع) في النجف الاشرف لزيارته .. وهذا ما قام به المغفور له المرجع الديني الاعلى السيد عبدالاعلى السبزواري (قده) عندما كان شاباً في العشرين من عمره .. وكذلك فعل مثل ذلك منطلقاً ماشياً من النجف الاشرف الى كربلاء المقدسة لزيارة مرقد الامام الحسين (ع) .
فسلام على مثل هؤلاء الخالدين يوم ولدوا ويوم ماتوا ويوم يبعثون احياء .

من طرف فدك الطاهره الثلاثاء سبتمبر 08, 2009 6:44 am

السلام عليكم
مشكوره على الموضوع الجميل ويعطيك الف عافيه
من جد نحن نحتاج الى هذه الموضوعات الي غايتها توحيد رب العالمين وحده لاشريك له وهذا لايتم الابالتمسك بأبي القاسم محمد وعرته الطاهره عليهم سلام الله
وثبتكم الله على ولاية امير المؤمنين وجعلكم من انصار الامام المهدي المقدس (عجل الله تعالى فرجه )

من طرف وينك ياصدرنا الخميس يوليو 29, 2010 2:12 pm

شكراً وبارك الله بك

تفسير سورة قريش

تفسير سورة قريش

رد: تفسير سورة قريش

رد: تفسير سورة قريش